قبل شوي وأنا مروحه على المكتب سمعت ثلاثة واقفين واحد منهم بحكي للتاني عن التالت إنو هاد الشخص أحسن بني آدم في الدنيا .. سأله التاني ليه؟ .. جاوبه الأول: لأنو مش مستعد يعصب على أي شي .. أنا قعدت أفكر أستنى بلكي بدو يخصص الموضوع .. ما حكى تطلعت على الشخص التالت .. رجل كبير بالسن بشبه الحريري تقريباً .. بس جد وجهه هادي ومن نوع الأجداد يلي بكونوا مسالمين .

بتطلع إنو جد كيف ممكن يكون الشخص مش مستعد يعصب أو يزعل على أي شي؟ .. أي أنا لما أكون ماشيه في الشارع وأشوف واحد قدامي ما بعرفه يرمي سيجارته على الأرض بحس حالي بدي أنسطح إنو تطلع على هالمخ الزفت .. وهو على مستوى سيجارة في شارع عام من شخص ما شفت وجهه حتى وممكن أكون كرهانه المنطقة حتى بس المبدأ بزعجني وبسطحني .. حتى وأنا بكتب هاي الفقرة على شعرة بدي أنسطح .

المشكلة مرات بتصير معي سواء بالشغل أو بالبيت إنو شغلات ممكن يمشيها الواحد .. أنا بتعلق في زوري بنفعش أمشيها .. ليه؟ .. لأن بخاف بلحظة من اللحظات أعيش حياة البلادة يلي كتير ناس بتعيشها .. آه بخاف أبلد وأصير متل الناس يلي بكره تصرفاتهم .. مستعدة أخلي بشنتتي قزازة عصير بتسرب وأغرق فيها ولا أرميها على مد إيدي .. مستعده أشتغل شغلي وشغل غيري عشان ما بلحظة حد يفكر (ولو فكرة عابرة) إنو ييي على إهمالهم وتيجي إجري بالموضوع .. مستعدة أعمل شغلات بحس حالي بحملها فوق طاقتي وهالشغلات بتعصبني وبكون عم أغلي بس لازم أمشي فيها عشان خوفي من البلاده .. وهون ما بحكي عن الكسل عشان ما تختلط الأمور بحكي عن "القصويين" للقربطه في الأمور والتعصيب على الأهمال فيها والبلادة يلي هيه الجانب التاني وما يترتب عليها من أهمال ورا أهمال .

آه الناس يلي فوق حكيت عنهم حياتهم أسهل وعلى فكرة همه يلي حياتهم متماشية مع المجتمع والواقع وكل شي حوالينا .. آه في شغلات لازم الواحد فيها يتبع سياسة (مطرح ما صاحب الحمار بدو الحمار أربطه) وفي شغلات أشتغلها بكاملها بس لا نكون (ملكيين أكتر من الملك) .. وشغلات لازم تطمسها وتطنشها عشان تقدر تسيطر على الشخصيات الزباله يلي قدامك لأنو (إذا أكرمت اللئيم تمردا) وإنك تهمله هوه وشغله لازم تقدمه على انك تحرق دمك على شغله عشان يتربى .. وفي وفي وفي .. بس أنا شكلي فقدت السيطرة .. أو إني مش مرنه كفاية أو في خلل من نوع ما عندي وشكله الخوف مسيطر عليي وبعصبني على أقل تقصير أو حتى ""شبهة خوف من التقصير"" .

بتذكر يمكن قبل سبع سنين أو أكتر .. كنت مرتبه البيت على سنجة عشرة ومبسوطه وقمت كل الأشياء يلي ما إلها داعي في الصالون (يلي بالعادة إمهاتنا بتحب تحتفظ فيها ولو كانت مش حلوه أو مشوهه المنظر بس بنظرهم جميله لسبب أجهله أنا) .. وفجأة أجت إمي وكنت مبسوطه والله هسا بتحطلي عشرة على عشرة ونجمة وممتازة .. إلا لقيتها كالغضب الساطع آت .. وزعلت وعصبت ورجعت كل شي مكانه وخلال ترجيع كل شي مكانه توسخت الدنيا ورجع على العهد القديم وبروزتلي تعبي بكلمة ((لا تصيبي شي في الدار وبس يصيرلك بيت بترتبي وبتقلبه مثل ما بدك)) .. ومن يومها لليوم مش متذكرة رتبت أو نضفت أو حركت ساكناً في البيت .. مش لأنو هيه حكتلي هيك .. لأن ببساطة ما في بداخلي أي دافع أعمل شي .. فقدت الدافع إني أرتب البيت حتى لو كان قايم قاعد .. ما عندي أي إهتمام حتى أو رغبة إنو أعيش في بيئة منظمة داخل بيتنا .. مش عناد الشغله بس فعلاً بطل يزعجني أو يعصبني كركبه البيت يلي بالأصل (كأنا) تدفعني إني أغير وأرتب .