حساب القرايا والسرايا

خلال مشاهدتي في سنوات ماضية لمسلسلات من امثال سي اس اي وشبيهاتها تبين لي بأن هاي النوع من المسلسلات وجزء كبير من السينما كمان بعتمد على فكرة ( العادة ) بمعنى انو التحليل الجرمي لمسرح الجريمة والوصول الى المجرم كان بعتمد على تتبع العادة يلي بسلكها ذاك النوع من الناس يلي يندرج تحتهم المجرم .. ما بعرف ازا كان هالإشي هوه نفسه الستيريو تايب او مجرد تأصيل للعقدة او االأحداث من قبل المؤلف ليرسخ في اذهان الناس ان الواقع فعلا هيك او حتى نسخه من قصة فردية على باقي المجتمع او على فئة من المجتمع واكبر دليل على ذلك انو انخلق في روسنا افكار كتيره عن مجتمعات فقط من الافلام واعتقد فاهمين كيف الغرب بتفرج علينا سندا لكون المجتمع الامريكي لحاله بياخد من التلفاز ٦٠ بالمية من ثقافته وفي المقابل كيف احنا بنشوف الغرب يلي بعمرنا ما اجتمعنا فيهم او عرفناهم بس برضو من التلفزيون والسينما والادب .
 
ركزي شوي ركزي ... بعد ما عايشنا التلفزيون وتعلمنا حركاتها المكررة وافشات الافلام والمسرحيات وكل الافكار يلي حتى المؤلفين والمخرجين صاروا يقلدوا بعض .. يعني وبعد تكرارها على ادمغتنا لعشرات المرات للسبعين سنة الاولى في حياتنا صار راسخ في ذهننا كتير شغلات متوقعين انها لما تصادفنا المفروض نعمل/نحكي هيك او يتلوها هيك او تكون نتيجتها هيك سندا انو الانسان في الامور يلي على وشك التعامل معها اما يرتجل (سواء بناء على اساسات وتفكير سليم او بشكل عفوي زي اللي بقطع شارع) او برتجع خبرة شخص غيره تعامل مع هيك موقف .. ودام علاقاتنا مع الاشخاص شبه فاشلة ومفككة وملغمة عدا عن ان الخبرات بتوصلك منقوصة ومليانه كذب وحذف ل ٧٠٪ من المعلومات فيها .. فا بتصفي عم تسترجع خبرة من التلفزيون وهون ما بحكي عن اقتباسات المسرحيات وافلام عادل امام بل بحكي عن موقف معين يكون تصورك انو اذا تصرفت مثل موقف الممثل او البطلة رح ينتج نفس النتيجة يلي وصلولها همه .

اكبر دليل على ان اللي في التلفزيون تم المحاولة لتطبيقه في كافة فئات المجتمع انك اكيد سمعت مأسات شخص او شخصه حول الحب والشغل والحياة انو ليه بفرجونا انو هيك الحياة وهيك مش هيك وبحكولنا "قصص واقعية" و "الواقع المجتمعي" والخ الخ .. عدا عن تدمر علاقاتك الاجتماعية بناء على انها مش متوافقة مع العالم (يلي محصور بين شاشة التلفاز والريموت) لأنك ببساطة بتكون مقتنع باللاوعي انو هدول الناس يلي في الشاشة ناس وبشر وعائلات وحب وحياة وكلهم هيك طيب ليه ما اكون انا هيك؟؟

بعد وقوعك من الثقوب التي تظهر في ركاكة الحبكات السنمائية والعقد للقصص اللي بحكولنا عنها دراما واقعية .. وتصل الى درجة ال (آآآآه هسا فهمت) وتبلش تسترجع كل شي مر على حياتك في مواجهتك للتلفزيون وتبلش تصاب بخيبات الامل من اول معرفتك انو المصارعة الحرة مجرد تمثيل .. مرورا بعدم امكانية تطبيق اي حركة من ابطال الملاعب وكابتن ماجد .. ثم انك ازا طلعت على التلفزيون رح تبين مصفرن وابو كشه واواعيك مبهدلات وما رح تحكي كلمتين على بعض .. ثم يتلوها انك كرجل مش كل النسوان رح تعاملك زي الحج متولي وان كنتي بنت مش دايما رح يحبك ابن الجيران او دكتور الاسنان او ازا قعدتي سنة في السجن وتطلعي ما رح يضلوا حواجبك مثل ما همه وشعرك ازا نفشتيه مش رح يصير سكسي كيرلز .

يمكن ما عندي هالتطور الاجتماعي او الحياة الاجتماعية الصاخبة يلي ممكن ااكد فيها انو يلي بصير في التلفزيون واقعي او لأ .. بس بعرف انو حتى واقعنا يلي عايشينه بطل متل ما هوه .. بطل الرجل هو اللي بنحرق دمه على فلسطين (المفروض اكمل واخواتها بس قصدي عما سبق وليس عما يتلوا) بس عم بنحرق دمه على برشلونه والريال .. المرأة العقلانية يلي كانت تحكم البيت وينسمع كلامها صارت تنضرب وتتبهدل ويرجع تصنيفها لما بين ساقيها زي ايام الجاهلية .. صحيح كنا نغني اعطونا الطفولة بس هسا الاطفال صارت تحكي اعطونا دفى ومي وشوية انسانية من بعد التعذيب والتربيط بالجنازير والقتل والاغتصاب يلي على ودنه .. يعني صرنا احنا ما بنشبه احنا .

وهون يبطح السؤال نفسه قائلا .. بكوننا مجتمع مخلخل وغير قادر على تأسيس اي تصرفات مقبل عليها في المستقبل القريب والبعيد بناء على اي خبرات انسانية او تلفزيونية كوننا يعني لا لاقيين مجرب ولا لاقيين حكيم .. وكوننا شعب عقله على قده (قلنا على قده يعني قيس قدك واعرف قديه عقلك قبل ما تطرقني مسبه) وعالأرجح ما رح نستخدمه .. السؤال يقول: طيب كيف رح نصفي نتعامل مع بعض اونقدر نتعامل مع بعض في مواقف اول مره؟ .. وهون انا بقترح تعميم فكره قد تكون .. وهون بقول قد .. قد تكون ناجحة الى حد ما .. وهون برضو بقول الى حد ما .. قد تكون ناجحة والى حد ما وممكن البعض تعجبه .. وهون بقول ممكن البعض - طيب خلص سكتت من غير لف ودوران خلصينا - انو يا جماعة اي شخص انت بتعرفه وهوه بعرفك وصار موقف بينكم ما واحد منكم (بحكم معرفتكم ببعض ومعرفتكم انو ما واحد منكم عنده خبرة بطريقة التصرف بهيك موقف) صادفه من قبل فا اعملوا زي ما بعملوا في تصور السينيما لا لا مش القصة والعقد وهالحكي .. قصدي تصرفوا عادي وواجهوا الموقف وازا ما نجحتوا من اول مره اعملوا (كااااات وقفوا.. مره تانية ثري تو وان اكشن) وبترجعوا تتعاملوا في هاد الموقف مره تانية وهكذا .. وبعد هيك بنصحكم تعمموا خبرتكم على غيركم من البشرية ضمن تجربة حديثة معاصرة واقعية اجتماعية وتمكنوا الغير من الاخذ بخبراتكم وهيك لا بموت الراعي ولا بتفنى الغنم .. وغطيني يا كرمة العلي تراني مش فاهمه عن شو بحكي.

1 comment:

sheeshany said...

دقيقة.. دقيقة ..
"خلال مشاهدتي في سنوات ماضية ل.."
يم هيك .. خبط لزق!
جڤ ‎ميي أ بريك

صارلك سنتين إلا ربع مش كاتبة ولا مشعبره و.. عادي .. مقدمة زي هيك
(أوكيه، هيثم خلص جرعة الدراما الأولى)

مسألة التكرار في عرض المشاهد والمواقف من على الشاشات (مهي زاطت بأى وبطلت بس شاشة تلفزيون!) أكيد إلو تأثيراته. وما أظن عمرنا نقدر نقدر فعلاً حجم التأثير. زي تأثير الدعايات (سواء دعاية فخمة/مقبولة/أو سخيفة) المستمرة علينا وعلى وعينا (و لا-وعينا كمان أكيد) وربطنا لأمور معينة بس أضربي بمية أو يمكن بألف؛ حجم التأثير. بنحس إنو مدركين لأبعاد التأثير (واحد من أسباب كتابتك للتدوينة كمثال) بس بنظري (أي يا عيني..) المسألة جد أكبر والتأثير أخطر

هسا دور الدراما رقم ٢: أنا بال ٢٠٠٥ قررت (يم هيك من الباب للطاقة) أبطّل تلفزيون. بعديها بأقل من ٦ أشهر تزوجت (أو بالأحرى رضيت المخلوقة تتزوجني) وكنا متفقين إنو لا للتلفزيون ببيتنا. ولليوم. لا تلفزيون بس أول سنة زواج كانت صعبة والأصعب كانت الفترة ما بين القرار لحد الزواج. فشلت بتلك الفترة طبعًا وكنت أقول.. يلا بس الأخبار.. بس هذا المسلسل.. بس هذا الفيلم ..
كنت ماخذ الأمور جد وعندي جداول بعبيها كل يوم لشو حضرت وقديش الوقت وهل حضرت لحالي أم مع حدا غيري.. وهذا كله كان قبل صرعة التلفونات والأجهزة الذكية اللي خلتنا (أذكياء) وهيك.

مش قصدي أكون شبه بطل الأبطال بس فكرتي إني لحد الآن مش عارف أقيم التجربة. أبعادها والأوزان اللي المفترض أقيس خلالها الإيجابيات والسلبيات.
شعب جدا الواحد يكون موضوعي
هل إني بحضر مقاطع من على النت بخلي المسألة مختلفة؟ هل تأثري مختلف؟ هل قدرتي على التحكم أفضل من لو عندي شاشة تلفزيون؟ هل لما نرجع عالأردن "يوماً! عساه يكون قريبا" حأقدر أقنع و/أو أمنع ولادنا يحضروا عند غيرنا تلفزيون؟

مش عارف.
بس متأكد من التأثيرات اللي بيشكلها المقطع أو الصورة المرئية مع خلفية موسيقية وكمية الشحن اللي بيعمله جواتنا. مرات بجرعات صغيرة متدافعة مرات بنسبة كبيرة فجائية.

لهسا عمرو ما كان عندي تلفون أو جهاز مشبوك على النت .. هو هالكمبيوطر يا خالتي ويا الله ملحقين (بحس)!

المعلومات والإغراق إشي مش طبيعي. وإنو الواحد (يهرب) من عالمه للمزيد من الشحن والمعلومات من على شاشة تلفزيون بحسه إذا مش مدمر ببطء فعلى الأقل غريب!
هذا مقطع يمكن تقولي ريلايتد (ما تخافي.. مش عن نظرية المزامرة العالمية من خلال التلفزيون وأضراره) :)

https://www.youtube.com/watch?v=P8aW1Ae6gcI

**** مقاربة والتشبيه تبع دكتور الأسنان ما فهمته .. جديد علي هالنوع :)

Post a Comment

:وكيل المكومنت قال

على القناة الثانية

Dear dairy

شو في ابشع من أنو انسان يشوفك بعكسك
يشوفك بأنك كل إشي مش انتا
ويكون مقتنع بهالإشي
إنتا بنظره الشخص الشرير تبع المسلسلات
انتا عاطل انتا كذاب انتا لئيم انتا مجرم
انتا ما بتحس بغيرك انتا ببساطه مش انسان
هل انا داعش؟
هل انا كوكتيل؟
يعني هل انا باد بيبول؟

Now Playing

والأمر الواقع..يويا
قمع ومواجع..يويا
ممنوع تشكي ..يويا
وممنوع تحكي..يويا
طب نسكت ليش..يويا
لقمة العيش..يويا
يلعن أبوها ..يويا
علي جابوها..يويا
ليش السكوت ..يويا
ما كله موت.. يويا
ونموت بعزة .. يويا
ولا موتة معزة.. يويا

.....

.....

خانة إقرأ

خانة إقرأ
اشي بصدم الصراحة

أسوأ العباد عند الله

أشعار

آني لأعرفهم من قبل رؤيتهم والماء يعرفه الظامي وما وردا

ريكو من دد

ريكو من دد
لا زال في الجمجمة

حقوق المؤلف

جميع الحقوق في الصور أو النصوص المقتبسة أو الفيديوهات أو الأفكار وحتى نموذج البلوج كلها تعود لأصحابها لا أنا لا أنسب ما أضيفه (من غير ابتكاراتي الخنفشارية) لنفسي وإنما الإضافة لغايات التوضيح والتأمل وباقي النصوص المكتوبة فا من كتابتي وسواليفي الخاصة

شو كمان شو كمان شو كمان؟
آه وما عندي فيسبوك لا حد يدور عليي ويحكيلي متنكرة
i hate it

عداد الطقس

About Me

My photo
عمان, Jordan
بدي أوصل من هاي البلوج لأشياء كتير شخصية أو عفويةابلغ عنه لو آية احاول أبني فكر اقرب للصح اكسر فكرة المختلف متخلف وافضفض